نداء الملائكة من كتاب منفصم Schizophrenia book. An appeal to the angels
فصل نداء الملائكة
كتاب |
في عتبة بيتي في الثانية عشر ليلا أصرخ نحن قتلنا
الملائكة دموع على خدودي و أصرخ لست بخير و هل هناك أحد يسمعني. قبل النداء
أعتذرمن كل الملائكة على فعل البشر رغم مرارة السهر لازلت أسهر و أعتذر على كل
دمعة و كل صرخة, كل جرح و كل إحساس. أنا مثلكم ملاك و لكن موتي مختلف عن موتكم و
تم ارسالي إلى البشر للعيش بينهم و كل يوم أنادي قتلو الملائكة, لقد ماتت و هذا
نداء للملائكة.
كل ليلة أنادي بروح نقية و جسد طاهر هل هناك أحد يسمعني. هل هناك أحد على قيد الحياة أنتظر ردا فالبقاء وحيدا بينهم يعذبني. لدي ألاف القصص و أريد من أخبره بها لدي من الشوق ما يكفي للأرض لكي أغرقها. و ألام وجروح تحتاج الشفاء فهل هناك من يسمعني و أنا هنا أنتظر ردا أيتها الملائكة كيف لا أحد يسمعني؟. و يحزنني إخباركم بأن البشر قامو بقص أجنحتي و جعلو مني عقيما لا أستطيع التحليق بعيدا. يلوثون روحي بكل معاني الشوق و لو هناك أحد يسمعني فإياك من القدوم إلى هنا إلى هذا الكوكب اللعين. يسرقون و ينهبون و يشركون لمدة 11 شهرا و في رمضان يؤمنون و هناك من كبر و في عمره أكثر من الاربعين و لم ترفع له صلاة واحدة بعد, و تحده يضحك و يمرح تماما كصفة المنافقين.
الإنسان مرض يفسد الاشياء الجميلة تماما كأرواحنا دمروها
و لكن أقدم أسفي الشديد و إعتذاري يا ملائكة رجاءا اسمعوها. فهذا الملاك بين البشر
بين أسفل السافلين لا تردوها. و في كل ليلة أنادي فهل هناك أحد يسمعني. أنا طاهر
تماما مثل الإمام و حزين تماما كحزن الرسول على فراق عائشة و أنا و أنتم ماذا؟ ألا
تسمعون هل الكل ميت و انا الوحيد هنا يعاقب؟ أريد الموت حقا لقد إكتفيت من حصد
الذنوب و الألقاب. و موت الشهداء على صفحات التاريخ و لكن العرب نسوها. الجهاد في
سبيل الله و الاسلام و ربي ما بقي غير أسمائها.
و اليوم ليس لي الفضل في ذكر فظائع البشر و البقاء هنا
صدقوني لا أريد أن أبقى. و أنا هنا فان لا محال رغم أنني أعيش هنا في شهر ما هو
قرون و انا أعلم من الله ما لا تعلمون. نداء بصراخ عال يكاد يسمعه الانس و الجن في
الاكوان أنادي يا ملائكة هل هناك من ناج. أتعذب كل يوم بين البشر و روحي الطيبة
تلونت و توسخت بقذارتهم و الان أصبحت نصف ملاك و نصف شيطان رغم انني أتعوذ منه و
انا هنا و انتم أين؟. لقد قتلوا الملائكة و أنا أدمع الان و أتلو النداء. أقرأ القان ليلاو أبدو حزينا أمام
عائلتي على العشاء. لازلت أتذكر وقتها نلبس الابيض و نضحك و كل يوم نزداد إيمانا.
كنا ملائكة كانت لدي أجنحة و كنا رمزا للسلام و البشر ويل لك من الانسان.
على ورقة ذهبية كتبت كلامي و من أجل قلمي كسرت عظامي.
و من أجل حرف في الكتاب أعطيت للقلم دمائي.
أكتب الان خطابا من أجل إخوتي و كل كلمة تعبر عن
معاناتي.
و الهروب بعيدا عن البشر و البقاء ليلا وحيدا هي جنتي.
و كل دمعة سقطت من عيني تقبلو فيها خالص إعتذاري.
و لكن أتساءل دائما لما أنا هنا أتعذب؟ هل روحي فيها عيب
أم ما كتب و قدرفقط. لست بخير و الله لست بخير و أنا لست كما كنت و كل يوم أصبح
شخصا اخر مريض بالعظمة و و مريض بالانفصام على ىشرايين قلبه وضع الخلود عشه. أسهر
و أشرب الخمر و السجائر و لا أنام.
أعتذر على كل ما بدى مني و لكن هذا خطاب. مع الخمر و
السجائر أستعيد حياتي مؤقتا و كان الحرام للسعادة مفتاحا. قبل النزول و الهبوط و
قبل أن أصبح بشريا بالكامل هالكا أحس بروحي وسط ذلك الجسد البشري تهلك و أحس بشيء
على وشك الحدوث و انا أشاهد كل تلك المعارك النفسية التي لا أستطيع التدخل فيها. و
البشر يريدونك أن تصبح حقيرا مثلهم لدرجة ألا تسعر بأي شيء إطلاقا أن تملك من
الحقارة ما يكفي لجعلك لا تشعر بأي شخص إطلاقا. و هوالمعنى الثاني لجعل قلبك حجرا.
كلماتي هذه عبارة عن شعر ذو معاني فلسفية بلغة الملائكة. أناديها بصراخ و صوتي وصل
السماء السابعة و انا لازلت انادي.
مريض نفسي بيني و بين نفسي أعاني ثم يؤذن الفجر و أذكر الله و أدعو ثم أنام و دمع على خدي و انا أرى الاحلام. نداء للملائكة.