كتاب الخلود - فصل البؤساء Les Miserables

البؤساء 

books

مرحبا !تمالك نفسك وضع حزام الأمان ما هذا الذي أسمعه؟ أنا أسف إنه البؤس يا صديقي لقد جعلني أبتكر شخصا اخر مرح. لكن لم أكن أعلم بأنه إنسان متعصب أو شبح أو روح أو فقط صورة في مخيلتي. و أنا ندمت كثيرا.

ندمت عن ماذا؟

من الان دعني وشأني أصبحت وحيدا بين حيطان بيتي الصغير الجميل. لم أنم بعد و اليوم الثالث بجانبي سجائر و خمر. أتحدث مع كل شيء ملموس و غير مرئي في بيتي. حتى الجن هجرني من شدة البؤس. عروق حمراء في عيني بالكاد تغلق و تفتح بسرعة و كأنني في معركة. أتممت شرب زجاجة الخمر الخامسة في هذه الليلة من شدة البؤس لم أعد أفرق بين الكلام المضحك و العادي عند شارلي الذي اعتاد على إضحاك العالم. أصبح عندي الان كأي مخلوق عاقل.

قطرات المطر على النافذة و كأنها تستغرق ساعات للسقوط, حشرات الليل التي لم تعد تحرك ساكنا. اليوم يذكرني بدقيقة صمت و كأن جنازة تجري الان. سكون وهدوء و كأن أحد ما يتحكم في أصوات العالم عن بعد. كل شيء صامت إلا ذلك الضجيج داخل رأسي و كأنني في سوق للخضر منعزل عن العالم لا أحد يراني ولا أحد يسمعني كلهم يزعجونني. و كأنني جني داخل صندوق كاتم للصوت أسمعهم ولا يسمعونني. تلقائيا أرسم وجها عابس لكل شيء حولي زجاجة نبيذ و سيجارة. كل شيء يبدو بائس و فاقد للأمل ولا ينتظرون شيئا.

لا دموع لا ضحك ولا صراخ إلا داخل رأسي أصبحت ضحية نفسي و دمرت نفسي بنفسي الان. الكل يهمس في أذني الان و كأنهم تحررو في سياج داخل رأسي و يضحكون علي بأنني أصبحت بائسا و أنني الوحيد الفريد من نوعه و ربما أستحق كل ذلك.

لا مشكلة لقد أصبحت أسمع بعض الكلام خارج رأسي و المحادثة أصبحت بالخارج. رغم شدة البؤس الذي نحن فيه بسبب أنني بائس و أصبح الكل خائف أن يصبح مثلي. ابتسامة أصبحت تعلو وجهي لأنني أصبحت مع رفقاء لا يعلمون بأنني حزين بائس و الملل سيقتلني. عادت الضحكة عن طريق هؤلاء المساكين كسبتها.

إلتفت أنا الاخر إلى الوراء لأرى ذلك النقاش الذي يدور بين أفراد البؤساء من حولي. الكل نسيني الان بعد أخذ الخمر و الحشيش, روعة سنقوم بحفلة الليلة. الكل سكران و الكل أصبح يضحك و أنا أحببت المنظر حقا. الكل صامت و يضحكون في مكانهم فقط لم نكن نعلم بأن لمسة سحرية من الحرام ستعمل هكذا. الكل يحتفل احتفال البؤس.

بائس وسط بيت صغير وجد الخمر و الحشيش ذلك يبدو رائعا بحق. الكل أصبح لطيفا معي و ذلك الضجيج المريع داخل رأسي اختفى. ألا يجب علي القيام بحفلة أخرى؟ و لكن لماذا لازلت أشعر بأنني لبازلت بائسا بل كلهم بائسين نححن ستة أفراد يغازلون المرح لعله يقبل للخروج في موعد.

 نحن من نضع الصباغة على الحزن, و البؤس يرسم ابتسامة. ليس من أجلنا صدقني من أجلكم فقط. تشاهدوننا و كأننا عائلة. انتهت الحفلة و انتهى الخمر. و الكل أصبح ينظر إلي نظرة الموت و عاد كل شيء إلى داخل رأسي مجددا. إنها حياة البؤساء لقد كذبو في الافلام لانه هكذا تكون حياة البائس حقا.

بعد عدة لحظات أطلقت النار على نفسي ليرتاح ضميري من عائلة البؤساء.