كتاب الخلود - خمس ثوان

تحميل كتاب

 فصل خمس ثوان

كتاب


أعلم, أعلم ذلك جيدا, خمس ثوان كيف ذلك؟ إنه لقاء يا سادة, لقاء بيني و بينها.جميلة تبدو و بدأ كل شيء كما يحدث في المسلسلات و الافلام الرومانسية. ماسكا يدها نتحدث و نثرثر في كل شيء عينيها في عيني و الكل يراقبني لا أعلم لماذا يكتبو قصة عنا بعد. و نحن نتحدث ليل نهار كلمات لطيفة و خفيفة رعشة. جميلة تلك العلاقة حب صادق و قليل من الانحارف ذلك ما كان بيننا و لا يهمنا لا الوقت ولا المكان ولا أي شيء اخر على الاطلاق. عندما نمسك يدي بعضنا البعض لا نريد شيء اخر سوى كل بعضنا البعض. و تلك الشفتين الورديتين كلما تذوقت الخمر منها غرقت مع قبلات خفيفة و كلام لطيف بيننا. لا نشعر بالايام و الساعات التي تمر و الفصول شهورا و سنين. 


كل يوم بيني و بينها قصة لا تنتهي و عشقي و عشقها لا ينتهي حبنا أو المعنى الاخر للخلود. أول قصة خالدة بيني و بينها يديها الناعمتين و شعرها الحريري و عينيها الجميلتين و تلك الابتسامة التي تعلو العينين في ضحكتها. و في ليلة واحدة أخبرتني كل شيء عنها و متفهمة جدا لدرجة الجنون. و في يوم من الايام أخبرتني أنني كل شيء بالنسبة لها و أنا هناك أيضا أحبها. كما أحب الخمر و في اخر الليل و سيجارة حشيش في أول الصباح الباكر. كل شيء يبدو منطقيا و مثاليا معها حتى تلك اللحظة التي دخل بيننا مراهقين أو مريضين نفسيين ليسو سعداء في حياتهم طبعا و كان لابد من التدخل في حياة الاخرين.


و أصبحت العلاقة تتدهور و الدموع في عينيها دائما بسبب كلامهم و كل يوم أخبرها بأن كلام الناس مرض يصيب العقل ثم القلب لذلك لا تصدقي كلامهم. و الان بعدالدموع و الشجار المستمر كل واحد في طريقه الان رغم أنني كل يوم أقول لها تصدقي كلامهم. و الان أصبحت بعيدة مني و أصبحت بعيدا منها. كلام قليل بيننا عندما نلتقي في مكاننا القديم دائما نكون هناك في تلك اللحظات التي نتحدث فيها بهدوه و الدموع في عينيها و تقبلني قبلة شوق رغم دموعها. 


و كان لابد للحقيقة أن تظهر في الاخير تماما مثل ذلك اليوم الذي كشفت كذب تلك الرسائل المزورة التي كانت تبدو حقيقية لذلك المختل عقليا و الذي يريد تفرقتنا. و في تلك الليلة بعد منتصف الليل فإذا بها في باب بيتي تطرق و بقوة و فتحت الباب و في جزء من الثانية عانقتني و كنا لعناقها راحة و و هي تتأسف و تبكي. و كانت كلمة مستحيل التي قالتها تفاهة في قاموسي. و بعد محادثة طزيلة بيني و بينها و بين نفسي و بين نفسها و أخبرتها بأنه ضروري جدا من لقائنا و هي لم تعد ترغب في ذلك. و سبب ذلك نفسها التي غيرت واقعها. 



هي رغم أنها تعشقني و تحبني و تشتاق لي بحرقة و لكن كل الكلام حول أنني أخونها ترك في قلبها و عقلها أثر و قالت لنبقى أصدقاء فقط أفضل. و لكن رغم كل ذلك فكل مرة نتقابل تعانقني و تقبلني حتى ذلك اليوم الذي اختفيت فيه دون أثر وهنا كان كل شيء يحرق قلبها و تأنيب الضمير يقتلها. بعد أيام من إختفائي في تلك الليلة التي كانت تمطر و بغزارة مررت بجانب منزل عائلتها و هي كانت بجانب الغرفة في نافذتها و كانت الدموع على خديها أراها من الخارج و أنا وقفت هناك و رأتني. لم تفكر ولا ثانية أتت تجري مسرعة إلي كانت تعلم أن حضني ملاذ أمن من كل شيء يؤذيها و هنا عانقتني بقوة و كان لعناقها قصصا.


أخذت تضربني على صدري و تقول لماذا لماذا ذهبت و لم تخبرني لماذا. أمسكت يدها و عانقتها و كان لعناقي دواء من كل حزن لها. أخذتها من تحت المطر هناك إلى البيت و كان ليلتنا قصصا. و في بيتي بعد العشاء استلقينا على فراشي و نامت على صدري هناك نتحدث و نثرثر ثم نامت كطفل بريئ و صغير, كجنية صغيرة كان دافئة, كعصفور صغير بين أحضاني نامت و كان لنومنا قصصا. لقد كانت خمس ثوان فقط كافية ليعود كل شيء إلى طبيعته لكي يعود القلب لنبضه و يعود العشيقان إلى قصتهما. خمس ثوان تحت المطر كان كافيا ليجعلها تنزل إلى أحضاني لكي تقول لي بأن العيش بدونك لا يطاق و كان لخمس ثوان قصصا.